شارك الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى الجلسة الختامية لقمة العمل فى مجال الذكاء الاصطناعي، التى افتتحها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى العاصمة الفرنسية باريس.
شارك في فعاليات الجلسة الختامية ناريندرا مودى رئيس وزراء الهند، وجيه دى فانس نائب رئيس الولايات المتحدة، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، ودورين بوجدان مارتن الأمين العام للاتحاد الدولى للاتصالات، ونحو 30 رئيس دولة وحكومة، و60 وزيرًا وسفيرًا ومسئولًا حكوميًّا، إضافةً إلى 20 رئيس مؤسسة دولية.
كما شارك طلعت، فى ورشة عمل بعنوان “المشاركة الأفريقية فى الذكاء الاصطناعى العالمي”، التى نظمها مجلس أوروبا،
حيث ناقشت رؤى الدول الأفريقية بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعى على المستوى العالمى، بحضور آلان بيرسيه الأمين العام لمجلس أوروبا، و هيساشى ماتسوموتو نائب الوزير البرلمانى للشئون الخارجية فى اليابان.
وخلال الورشة، استعرض طلعت إستراتيجية القارة الأفريقية للذكاء الاصطناعى، وجهود مصر الوطنية والإقليمية لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعى.
وفى كلمته أكد طلعت أن مصر اتخذت العديد من الخطوات نحو دمج الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات، والتى بدأت بتأسيس المجلس الوطنى للذكاء الاصطناعى عام 2019،
تلاه إطلاق الإصدار الأول من الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى، وإنشاء مركز الابتكار التطبيقى لتطوير حلول مبتكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى، وعقد شراكات مع جامعات وشركات عالمية لتنفيذ مشاريع تنموية،
كما تم إطلاق الميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسئول؛ مشيرًا إلى أن هذه الجهود أسهمت فى تقدم مصر إلى المركز 65 عالميًّا فى مؤشر جاهزية الذكاء الاصطناعى صعودًا من المركز 111 عام 2019.
وأوضح أن الإصدار الأول من الإستراتيجية ارتكز على أربعة محاور تشمل الذكاء الاصطناعى للحكومة بهدف تعزيز أتمتة العمليات الحكومية، والذكاء الاصطناعى للتنمية لاستخدام التقنيات فى القطاعات التنموية، ومحور بناء القدرات، بالإضافة إلى الأنشطة الدولية؛
مشيرًا إلى مشاركة مصر الفعالة فى المحافل الدولية المعنية بحوكمة الذكاء الاصطناعى، فضلًا عن تعاونها المستمر مع الاتحاد الدولى للاتصالات، ووكالات الأمم المتحدة المختلفة، ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية
وألمح إلى أن مصر ترأست فريق العمل المعنيَّ بالذكاء الاصطناعى فى الاتحاد الأفريقى، وأسهمت فى وضع استراتيجية الذكاء الاصطناعى للقارة،
كما ترأست مجموعة العمل المعنية بوضع الإستراتيجية العربية للذكاء الاصطناعى، حيث تم اعتماد الإستراتيجيتين، ويجري حاليًّا العمل مع المجموعتين الأفريقية والعربية على وضع الأُطر الأخلاقية للذكاء الاصطناعى وخطط تنفيذ الإستراتيجيتين.
وأضاف أنه تم إطلاق الإصدار الثانى من إستراتيجية الذكاء الاصطناعى، التى تركز على الحوكمة والتكنولوجيا والبيانات والمهارات وتطوير النظام الإيكولوجى،
ويتم العمل على إنشاء مركز الذكاء الاصطناعى المسئول، ووضع إطار تنظيمى وطنى للذكاء الاصطناعى؛ مؤكدًا الدور الفاعل للاتحاد الأفريقى والدول الأعضاء فى صياغة مشهد الحوكمة العالمي للذكاء الاصطناعي.
وشدد على أن أفريقيا حاضرة بقوة فى هذا المشهد، سواء من خلال التعاون الثنائى أم متعدد الأطراف، مستعرضًا الدور الفاعل للدول الأفريقية فى صياغة قرار الأمم المتحدة المتعلق بالذكاء الاصطناعى وبناء القدرات، ومشاركتها الفعالة فى المنتديات والمجموعات الدولية المعنية بحوكمة الذكاء الاصطناعى.
وأشار إلى إستراتيجية الذكاء الاصطناعى القارية للاتحاد الأفريقى، التى تم اعتمادها فى يوليو 2024، والهادفة إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكدًا ضرورة وضع سياسات إقليمية للذكاء الاصطناعى تتوافق مع الأطر العالمية، وتعطى الأولوية للاحتياجات الأفريقية.
واستعرض عددًا من المقترحات لتعزيز تأثير الدور الأفريقى عالميًّا، والتى تشمل وضع إطار سياسات قارى للذكاء الاصطناعى، وتعزيز هيئات حوكمة الذكاء الاصطناعى الإقليمية، من خلال تشكيل وحدة أفريقية لسياسات الذكاء الاصطناعى، لتنسيق إستراتيجيات الذكاء الاصطناعى بين البلدان الأفريقية، وضمان التمثيل فى المنتديات العالمية المعنية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإنشاء مراكز تدريب وبحث متخصصة فى سياسات الذكاء الاصطناعى.
وأشار إلى أن العمل جارٍ على إعداد ميثاق أفريقيا للذكاء الاصطناعى ليكون أداة رئيسية لتطوير سياسات ذكاء اصطناعى مجتمعية، تتماشى مع احتياجات القارة وتناسب ثقافتها.
وطالب طلعت المجتمع الدولى إلى الاستثمار فى مراكز أبحاث الذكاء الاصطناعى ومراكز الابتكار، وتنمية المواهب المحلية، وتطوير البنية التحتية الرقمية فى أفريقيا، وتشجيع الشركات الناشئة والابتكار فى هذا المجال، مشيرًا إلى الفرص الواعدة لتحقيق تعاون وثيق بين أفريقيا ومجلس أوروبا فى ضوء العمل على صياغة ميثاق الذكاء الاصطناعى لأفريقيا.
وأكد حرص مصر على التعاون مع مجلس أوروبا للاستفادة من خبراته فى إنشاء مركز الذكاء الاصطناعى المسئول وتفعيل الميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى،
وكذلك التعاون مع مراكز الذكاء الاصطناعى العالمية وهيئات وضع المعايير، للوصول إلى معايير ذكاء اصطناعى تتوافق مع متطلبات القارة الأفريقية.