ظاهرة الهجوم على نجوم ونجمات أبطال مسلسلات رمضان أصبحت متكررة كل عام، قبل بداية انطلاق ماراثون رمضان الدرامى، وكأنها أصبحت عادة وربنا مايقطع له عادة ممن يهوى هذه الظاهرة الغريبة، فكيف لى أن أحكم على عمل فنى أو أداء بطل هذا العمل أو ذاك دون أن أرى العمل نفسه، أو أداء هذا البطلة او هذه البطلة من خلال احداث المسلسل؟!
فهى ظاهرة أصبحت لافتة للنظر بشكل غريب ومريب خاصة وأن أول قاعدة نقدية تؤكد على ضرورة نقد العمل الفنى سواء بالإيجاب او السلب بعد مشاهدة العمل..ولكن يبدو واننا نعيش فى زمن السوشيال ميديا التى فرضت علينا او بمعنى اصح فرض علينا رواد هذه المواقع شكل جديد للنقد أقرب إلى الانتقاد الغير موضوعى.
فمنذ أيام والسوشيال ميديا بمواقعها وصفحاتها شغالة هجوم على نجوم أعمال رمضان القادم مثل أحمد العوضى، الذى يروا أنه يكرر نفسه فى مسلسله الجديد فهد البطل، ويشيروا بل يؤكدوا أنه نفس شخصية عرب فى حق عرب و الاسكندرانى وسيف الخديوى فى اللى مالوش كبير وغيرها من ألأعمال (التى بصراحة كلها شبه بعض)، ولكن هذا لايمنع ان ننتظر عرض العمل الجديد وبعدها نحكم عليه.
وكذلك ريهام حجاج التى تحصل على نصيب الأسد من الانتقاد والهجوم عليها كل عام بأنها لاتستحق ان تكون بطلة عمل أو انها بطلة العمل بفلوسها..وللأمانة كثير من اعمالها حلوة ومن يتابعها يعيش ويتعايش معها مما يعنى انها نجحت فى ان تكون بطلة وعمل توليفة درامية تنجح بها كل عام.
ونفس الكلام على مى عمر فألأثين يروا منتقدينهما انهما يعملان بالواسطة ورغم ذلك اعمالهم بتنجح إذن فهم نجحوا فى ان يكونا بطلات يستطيعا (شيل) عمل فنى على اكتافهما بغض النظر طبعا عن شكل الانتقام الكوميدى الذى قامت به مى عمر فى نعمة ألأفوكاتو..وإن كان العمل ككل نجح مع كثير من الجمهور..وبالتالى فيجب ألا نحكم عليها فى أش أش قبل عرضه.
أما الكلام الغريب والمريب هو مايتعرض له النجم احمد السقا مع كل عمل جديد..فمؤخرا اصبحنا لانسمع سوى نغمة ان السقا اصبح اقل من الماضى فى ادائه واعماله وشخصياته التى يقدمها..فمثلا مع العتاولة العام الماضى تجد نغمة ان باسم سمرة تفوق على السقا وان طارق لطفى ابدع والسقا لم يقنع..بالذمة هل هذا كلام مقنع..فلو هو فقد كثير من نجوميته او موهبته فلماذا لايزال مطلوبا فى التوزيع وأعماله تحقق اعلى نسب المشاهدة؟!.
فهذا أكبر دليل على انه مازال نجم شباك وألأعمال لاتزال تباع بأسمه..بغض النظر عن من معه..فكل اعماله منذ فيلم مافيا بتحقق اعلى الايرادات وأعلى نسب مشاهدة..ومع كل عمل منذ سنوات كثير فاتت تخرج بعض ألألسنة لتقول ان السقا ضعيف فنيا وأن سبب نجاح هذا العمل اوذاك مصطفى شعبان مثلا الذى كان أعلى منه وركب العمل فى مافيا او عز فى المصلحة او خالد صالح رحمه الله فى تيتو..أو كرارة فى نسل ألأغراب واخيرا باسم سمرة فى العتاولة.
فهل هذا يعقل كل هذه النجاحات التي يحققها السقا وفى الآخر يقال أن السنيد معه هو سبب نجاحه فهل صدفة إن أى ممثل بيمثل مع السقا بينجح ويعلى مع الناس، طبعاً ليست صدفة فالسقا لأنه نجم واثق فى نفسه وجماهيريته هو من يترك المساحة لمن معه ليبدعوا وينجحوا معه..فهو فعلا لو ممثل ضعيف كان خاف وكان رفض ان يعطى هذه المساحة لمن حوله فى العمل الفنى.
ولكن لأنه واثق فيما يقدمه من فن شكلا ومضمونا وواثق فى نفسه وموهبته ونجوميته والأهم انه انسان وفنان سوى لاتصيبه امراض النجومية او التنجيم فهو متصالح مع نفسه فنيا وانسانيا فتجده ينجح وينجح معه كل من حوله..وقبل ان نتكلم عن العتاولة 2 يجب ان نشاهده أولا.
ولم يقتصر الهجوم على هؤلاء النجوم فقط بل هناك غيرهم كثير يتم الهجوم عليهم قبل عرض اعمالهم بل وهم مازالوا فى مرحلة التصوير وقبل عرض حتى أول دقيقة للعمل او حتى عرض التيترات بشهور واسابيع وأيام فكيف نحكم على عمل او فنان قبل حتى ان ينتهى من تصوير العمل نفسه وقبل العرض..حقا انه عبث نقدى ليس له اسس أو قواعد إلا قاعدة واحدة وهى ان السوشيال ميديا وفكرة التريند هى من تحكم دون تفكير او تشغيل عقل..وفى النهاية اصبح هؤلاء النجوم يتعاملون مع مثل هذه الانتقادات الغير موضوعية واللاعقلانية ..وألأفكار السطحية الباحثة عن فكرة التريند ولا شئ يعلو فوق التريند دون الإهتمام بالواقعية..بمنطق التريند اللى يجيلك منه الريح أعطيه ظهرك واستريح..ففى زمن التريند لو ركزت معه ستضيع طاقتك ومجهودك فى الرد على كلام لا منطق فيه ولا عقل.. وعلى رأى جورج وسوف كلام الناس لابيقدم ولا يأخر.
ولكن مع زمن التريندات فالتركيز معها يأخر..لذلك اصبح اغلب النجوم يسيروا بمبدأ دع التريندات تنتشر وهم بقافلته وأعمالهم الفنية يسيرون..والحكم فى النهاية للجمهور الطبيعى الباحث عن متعة الفن..خاصة وأن الدراما المصرية بهؤلاء النجوم والنجمات لاتزال هى الرائدة وألأهم والأكثر متابعة ومشاهدة فى المنطقة العربية.