تحظى سوريا بمناطق سياحية جذابة، في مختلف محافظاتها، وخاصة ريف اللاذقية التي تمتلك مناظر طبيعية جبلية خلابة جعلت كثيرا من بلداته وقراه من أشهر الأماكن السياحية في سوريا، لكن سنوات الحرب ألقت بظلال ثقيلة على هذا القطاع فكثير من هذه البلدات لحقها الدمار، أو حرمت من السياح بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة خلال السنوات الماضية.
ومن أجمل المناطق في ريف اللاذقية بلدة سلمى الواقعة بين أحضان الجبال، وقد كانت هذه البلدة تعرف بأنها مصيف أغنياء اللاذقية، يقصدها السياح العرب من كل مكان قبل اندلاع الأزمة السورية في العام 2011.
يحاول العاملون في قطاع السياحة في سلمى إعادة الحياة لنشاطهم، ومنهم أبو نظير الذي يعمل متعهدا عقاريا يبيع ويؤجر المنازل للسياح، والذي رجع لبلدة سلمى بعد سنوات من اللجوء في أحد المخيمات عند الحدود السورية التركية
ويتميز مصيف سلمى، الواقع في جبل الأكراد بالقرب من قمة النبي يونس، بجماله الطبيعي ومناخه المعتدل، مما يتيح للزائر فضاءات للاسترخاء والاستمتاع بجمال الطبيعة، وتوجد في المنطقة مساحات من الغابات الكثيفة التي تضم أشجارا متنوعة مثل السنديان والبلوط والشوح والصنوبر، وتنساب في ظلال هذه الغابات ينابيع وجداول، ويمكن للسياح ممارسة أنشطة خارجية عدة مثل المشي وركوب الدراجات.
وغير بعيد عن بلدة سلمى، توجد بلدة جبلية سورية اشتهرت هي الأخرى بمقوماتها السياحية داخل وخارج البلاد، ويتعلق الأمر بقرية صلنفة المعروفة بأنشطة التخييم فيها. ورغم أنها ظلت تحت سيطرة النظام السابق ولم تتعرض للدمار، فإن السياحة فيها عانت كثيرا.
وبسبب ارتفاعها عن سطح البحر (1130 مترا)، فإن المناخ في صلنفة يبقى باردا مما يجعلها ملاذا للهاربين من حرارة الصيف من مختلف المحافظات المجاورة. ومن أبرز المناطق في صلنفة جبلي صلنفة والنبي يونس، وبحيرة صلنفة وقلعتي صلاح الدين والزاهرية، والغابات الكثيفة المنتشرة في المنطقة مثل غابة الشوح، فضلا عن محمية العذر الطبيعية القريبة من بلدة صلنفة.
وعلى بعد 68 كيلومترا شمال غرب صلنفة، توجد بلدة كسب قرب الحدود السورية مع تركيا، وغير بعيد عن الساحل السوري
ومن أبرز المناطق السياحية في منطقة كسب جبل الأكراد الذي يتيح إطلالة بانورامية على المنطقة المحيطة والبحر الأبيض المتوسط، ووادي كسب، بالإضافة إلى شلال كسب ومحمية الفرنساوي، كما توجد في المنطقة العديد من الكنائس التاريخية مثل كنيسة مار جرجس وكنيسة السيدة.