مع اقتراب الموعد النهائي لسريان حظر على تطبيق مشاركة الفيديوهات القصيرة تيك توك، المملوك لشركة بايت دانس الصينية، في الولايات المتحدة، يبذل صناع المحتوى كل السبل الممكنة للحفاظ على أعمالهم.
وفي محاولة أخيرة منهم، يحث صناع المحتوى، المعتمدون على تيك توك، متابعيهم على إيجاد حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى ومتابعتهم عليها، بما في ذلك إنستجرام ويوتيوب.
ويأمل صناع المحتوى عبر تلك الخطوة في تقليل خسائرهم، بدلًا من فقدان كل متابعيهم على تيك توك، وكذلك خسارة تدفق الدخل الذي يمثلونه.
ومن المقرر أن يبدأ سريان حظر تيك توك في الولايات المتحدة في 19 يناير الجاري. ويأتي الحظر بموجب قانون أقرته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في أبريل الماضي على خلفية مخاوف تتعلق بالأمن القومي لصلة التطبيق بشركته الأم الصينية.
خطر الحظر
ويفرض القانون على شركة بايت دانس بيع التطبيق في الولايات المتحدة أو سيكون معرضًا للحظر. وتنظر المحكمة العليا الأميركية حاليًا في ما إذا كان القانون يعد انتهاكًا للتعديل الأول.
وفي حال فشلت بايت دانس في بيع تيك توك في الوقت المناسب، فسوف تضطر شركتا أبل وجوجل بموجب القانون إلى ضمان عدم دعم متجري التطبيقات التابعين للشركتين لـتيك توك في الولايات المتحدة.
في خطوة أخرى، سعى صناع المحتوى على تيك توك إلى دعوة متابعيهم للمشاركة في حملة عبر الإنترنت للضغط على الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنع حظر التطبيق.
قرار مرتقب من ترامب
وغير ترامب، الذي فضل حظر تيك توك خلال فترة رئاسته الأولى، موقفه إزاء التطبيق. وطالب ترامب، في خطاب أرسله إلى المحكمة العليا الشهر الماضي، بتعليق حظر التطبيق حتى يتسنى له الوقت بعد توليه منصبه في 20 يناير الجاري للسعي للوصول إلى “حل سياسي” يحفظ الأمن القومي ويضمن استمرار تيك توك.
وأعلنت مجموعة الدفاع عن الإنترنت التابعة لرجل الأعمال فرانك ماكورت Project Libert أنها قدمت اقتراحًا لشراء تيك توك من بايت دانس.
ووصفت المجموعة الأمر بأنه “عرض الشعب لشراء تيك توك”، وقالت إنها ستعيد هيكلة التطبيق ليكون موجودًا على منصة لها ملكية أميركية وتعطي الأولوية للسلامة الرقمية للمستخدمين، رغم أنها لم تكشف عن بنود عرضها.
أداة مؤثرة لصناع المحتوى
في حين أن تيك توك لديه قاعدة مستخدمين أصغر في الولايات المتحدة وحصة أقل من إجمالي إيرادات الإعلانات مقارنة بمنافسيه الأكبر، إلا أنه المنصة المهيمنة بالنسبة للمبدعين، خاصة أولئك الذي يركزون على المحتوى القصير.
ويوجد على تيك توك ما يقرب من 8.5 مليون مستخدم من صناع المحتوى في الولايات المتحدة، مقارنة بحوالي 5.2 مليون على إنستجرام و1.1 مليون على يوتيوب.
وفي الوقت نفسه، يمثل تيك توك 9% من الإنفاق على الإعلان الرقمي على منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، مقارنة بـ 31% لفيسبوك، و25% لإنستغرام، و21% ليوتيوب، وفقًا لشركة “Sensor Tower” المتخصصة في بيانات السوق.
وفي شركة ميتا، المالكة لـ إنستجرام، حدد القادة المسؤولون عنه عدة اجتماعات مفاجئة يوم الجمعة بعد الاستماع للمرافعات الشفوية في قضية تيك توك في المحكمة العليا.
ورغم أن كثيرين داخل الشركة توقعوا منذ فترة طويلة أن يظل تيك توك نشطًا في الولايات المتحدة، إلا أن القادة في “إنستغرام” بدأوا في توجيه فرقهم للاستعداد لتدفق محتمل للمستخدمين في حالة تنفيذ الحظر.